بقلم: نوره الصاعدي

في عالم تتدفّق فيه المعلومات بشكل غير مسبوق، أصبحت الأخبار الكاذبة أحد أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة. فهي لا تكتفي بتشويه الحقيقة، بل تسعى أيضًا لخلق واقعٍ مزيّف، يؤثر في وعي الأفراد، ويوجّه قراراتهم بطرق غير مباشرة.

إن سرعة انتشار المعلومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع غياب أدوات التحقق لدى كثير من المستخدمين، يجعل من كل فرد مستقبلًا وناشرًا في آنٍ واحد. وهنا يكمن الخطر الحقيقي: حين تصبح المعلومة أداة تضليل بدلًا من أن تكون وسيلة معرفة.

من هذا المنطلق، تبرز أهمية التحقق من الأخبار قبل تصديقها أو مشاركتها، والاعتماد على مصادر موثوقة، وتحكيم العقل والمنطق في تقييم ما يُنشر. فالإشاعة قد تبدأ بخبر بسيط، لكنها قد تنتهي بأثر اجتماعي أو اقتصادي أو حتى أمني خطير.

نحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز الوعي الإعلامي لدى جميع فئات المجتمع، وبناء ثقافة نقدية قادرة على التمييز بين الحقيقة والزيف، بين الخبر والتحليل، وبين الإعلام والتضليل.

إن مسؤولية مكافحة الأخبار الكاذبة ليست حكرًا على المؤسسات الإعلامية وحدها، بل هي مسؤولية جماعية، تبدأ من كل فرد، وتمتد إلى كل منصّة، وتنتهي عند صناعة وعي مجتمعي راسخ.

وفي هذا السياق، يسعى المعمل الإخباري إلى أداء دور محوري في كشف الأخبار الزائفة، ونشر ثقافة التحقق، والمساهمة في بناء إعلام أكثر مصداقية، وأكثر ارتباطًا بالحقيقة.

فالحقيقة لا تحتاج إلى كثير من الزخرفة، بل تحتاج إلى من يبحث عنها بصدق.