الكاتبة: شروق الجهني.
في عالم تتدفق فيه الأخبار من كل اتجاه لم تعد الحقيقة وحدها تملك صوتًا مسموعًا بل أصبحت الإشاعات تزاحمها، وتختلط بها حتى يصعب أحيانًا التمييز بين الصدق والزيف هذه المعركة الخفية بين الحقيقة والإشاعة، أصبحت جزءًا من واقعنا اليومي، وعلينا أن نكون فيها جنودًا للوعي لا أسرى للزيف.
أحيانًا أتوقف وأتساءل: كيف لمعلومة خاطئة أن تنتشر بهذه السرعة وتترك أثرًا عميقًا دون أن يتوقف أحد للتأكد؟
الجواب ببساطة أن وسائل التواصل الاجتماعي حولت كل شخص إلى ناقل للمعلومة دون وجود فاصل بين المتلقي والناشر الكل يشارك الكل ينشر والقليل فقط من يتوقف ليتحقق!
في هذا الزمن، لا يكفي أن نثق بما نقرأ أو نسمع بل أصبح من الضروري أن نرتدي درع الوعي ونحمل سلاح الشك البناء ونسأل أنفسنا مع كل خبر: من قال؟ ولماذا قال؟ وهل هناك دليل يدعم ما يقال؟
من تجربتي الشخصية، تعلمت أن أبسط إشاعة قد تُحدث ضجة وتغير نظرة الناس لقضية أو شخص أو حتى مجتمع كامل. وهذا يجعلني أؤمن أكثر من أي وقت مضى أن مكافحة الإشاعة ليست مسؤولية إعلامية فقط بل هي مسؤولية كل فرد واعٍ يحترم الحقيقة ولا يرضى أن يكون أداة في يد مروجي الأكاذيب.
إن بناء ثقافة التحقق والنقد ضرورة لا خيار ويجب أن تكون هذه الثقافة جزءًا من أسلوب حياتنا وتعليمنا وتواصلنا اليومي. فمعركة الحقيقة لا تُخاض بالسكوت أو التردد بل بالبحث المستمر بالتحقق وبنشر المعلومة الصحيحة في وجه الزيف مهما كان حجمه.
أؤمن أن الحقيقة قد تتأخر لكنها لا تموت قد تحاصرها الإشاعات وتغطيها الأكاذيب مؤقتًا لكنها في النهاية تجد طريقها إلى النور بفضل العقول الواعية والقلوب الصادقة التي لا تفرّط بها مهما كان الثمن.