المدينة المنورة 25 – ابريل –   2025 طيف السحيمي .

في ظل تسارع المشاريع وتوسع المنشآت في المملكة، تزداد أهمية السلامة والصحة المهنية والبيئية كركائز أساسية لاستدامة التنمية. التقينا بالمهندس محمد السحيمي، المتخصص في هذا المجال الحيوي، والذي حدثنا عن واقع المهنة وتحدياتها، ودورها في حماية الإنسان والمكان.

كيف تعرّف لنا دورك كمهندس سلامة وصحة مهنية وبيئة؟

“دوري يتمحور حول تقييم المخاطر وتطبيق أنظمة السلامة والصحة المهنية في بيئات العمل المختلفة. نحن لا ننتظر وقوع الحوادث، بل نعمل على منعها قبل أن تحدث من خلال تقييم بيئة العمل، وتحديد مصادر الخطر، وتقديم حلول وقائية. إلى جانب ذلك، نتابع تنفيذ برامج التوعية والتدريب، ونعمل على التأكد من التزام العاملين بإجراءات السلامة.”

ما الفرق بين السلامة العامة والسلامة المهنية؟

“السلامة العامة تشمل سلامة المجتمع ككل، مثل الطرق والأماكن العامة، أما السلامة المهنية فهي مخصصة لحماية العاملين داخل بيئات العمل، خصوصًا في المشاريع والمواقع الإنشائية، التي تتطلب تدابير خاصة لحماية العمال والمعدات.”

ما أبرز المخاطر التي تواجه العاملين في المشاريع الميدانية؟

“أكثر المخاطر التي نواجهها تتعلق بالسقوط من الأماكن المرتفعة، وانزلاق المعدات الثقيلة، وسوء استخدام أدوات العمل، إضافة إلى التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة مما يسبب الإجهاد الحراري. التعامل مع هذه المخاطر يكون بوضع أنظمة صارمة للوقاية وتدريب العاملين عليها باستمرار.”

هل ترى أن الوعي في هذا المجال تطور مؤخرًا؟

“نعم، تطور الوعي بشكل ملحوظ، خاصة بعد تطبيق اشتراطات رؤية 2030 المتعلقة بجودة الحياة والبيئة العملية. أصبحنا نرى إدارات متخصصة داخل المنشآت، ودورات تدريبية، وحتى مؤسسات تعليمية بدأت تقدم تخصصات في السلامة. لكن لا يزال هناك حاجة لمزيد من التثقيف خصوصًا بين العاملين الميدانيين.”

ما أهمية البيئة المهنية الصحية في رأيك؟

“البيئة المهنية الصحية تعني بيئة خالية من المخاطر، ومجهزة بالوسائل الوقائية، وتضمن راحة العامل نفسيًا وجسديًا. وهذا ينعكس على الإنتاجية وجودة العمل ويقلل من الغيابات والإصابات. اهتمامنا بهذه البيئة هو اهتمام بصحة الإنسان قبل كل شيء.”

ما رسالتك للشباب الراغبين بدخول هذا المجال؟

“هذا المجال ليس وظيفة فقط، بل مسؤولية إنسانية. تحتاج شغف، ووعي، وحب للوقاية. أن تحمي الأرواح وتحافظ على بيئة عمل آمنة، هذه أعلى درجات المهنية في نظري. وأدعو كل من يشعر بالميل لهذا التخصص ألا يتردد، لأنه مجال المستقبل.