بقلم: نوره الصاعدي
لم تعد المشكلة اليوم في نقص المعلومات، بل في تشويش الحقائق، واختلاط الرأي بالخبر، والزيف بالحقيقة.
في هذا العالم المليء بالضجيج، أصبح من السهل أن ننخدع بعنوان جذّاب، أو تصريح مجتزأ، أو صورة مأخوذة من سياقها.
ولهذا، نحن بحاجة ماسّة إلى أن نُفعّل “مهارة التفكير النقدي” عند تعاملنا مع أي خبر.
التفكير النقدي لا يعني الشك بكل شيء، بل يعني أن نسأل، ونحلّل، ونفهم ما وراء النص.
أن لا نكتفي بما يُقال، بل نبحث عن السياق، عن الدافع، وعن المصدر.
شخصيًا، أصبحت لا أتفاعل مع أي خبر إلا بعد التحقق، لا أتأثر إلا بعد أن أفهم، ولا أشارك إلا بعد أن أتأكد.
لأنني أدرك أن المعلومة التي أرسلها قد تُصيب، أو تضلّ، وقد تُوعّي، أو تؤذي.
إننا لا نحتاج فقط إلى صحفيين مدربين… بل إلى مجتمع بأكمله يملك أدوات التفكير النقدي.
فحين يُصبح العقل ناقدًا، يُصبح المجتمع أقوى… ويُصبح الإعلام أكثر صدقًا.