بقلم: نوره الصاعدي
منذ سنوات وأنا ألاحظ كيف يمكن لخبر واحد أن يُغيّر مزاج يومٍ كامل، أو يزرع فكرةً جديدة في عقول الناس، أو يثير جدلًا واسعًا بين فئات المجتمع.
هذا التأثير العميق للأخبار جعلني أتوقّف كثيرًا عند قوّتها الخفية، وكيف أنها قد تتحوّل من مجرّد معلومة، إلى موجة شعور، أو حتى حركة رأي عام.
لقد أدركت من خلال تجربتي ومتابعتي اليومية أن الأخبار لم تعد مجرد وسيلة اطلاع، بل أصبحت أداة تأثير قوية تشكّل تصوّراتنا، وتوجّه اهتماماتنا، بل وتؤثّر على قراراتنا في الحياة.
أحيانًا نغضب، أو نخاف، أو نشعر بالأمل… لا لشيء سوى لأننا قرأنا خبرًا نقل لنا العالم من زاوية معيّنة.
وهنا يكمن التحدّي الحقيقي: هل نملك القدرة على قراءة الخبر بوعي؟
هل نسأل أنفسنا عن مصدره؟ عن نواياه؟ عن مدى دقته؟
للأسف، الكثيرون يقعون ضحية العناوين المضلّلة، والصور المفبركة، والأخبار التي تُصاغ لتُثير لا لتُخبر.
أنا شخصيًا تعلّمت ألا أكتفي بالقراءة، بل أسأل، أتحقق، وأقارن. لأنني أؤمن أن “وعي المتلقي” هو خط الدفاع الأول ضد التلاعب بالمعلومة.
وأعتقد أن دورنا اليوم كأفراد واعين لا يقتصر على تجنّب الأخبار الكاذبة، بل يتعدّى ذلك إلى نشر الوعي، وتثقيف من حولنا على أهمية التحقق، والتفكير النقدي.
في النهاية، الأخبار ستبقى جزءًا من حياتنا، لا يمكن تجاهلها…
لكن بإمكاننا أن نكون أكثر وعيًا، وأكثر مسؤولية، فنقرأ بعيون مفتوحة، وقلوب لا تُخدع بسهولة.