الكاتبة نوف الجهني

المغامسي: أنسنة المدينة المنورة جعلتها أكثر راحة للزوار والمقيمين المغامسي: “جادة قباء” و”رؤى المدينة” نماذج ناجحة لأنسنة المدن المغامسي: تطوير البنية التحتية في المدينة المنورة سهل التنقل وعزز جودة الحياة

تعد المدينة المنورة إحدى أهم الوجهات الدينية في العالم الإسلامي، فهي تحتضن المسجد النبوي الشريف، وتاريخًا عريقًا يمتد لقرون، ومع التطور العمراني الذي تشهده المملكة العربية السعودية، برزت مفاهيم جديدة في تطوير المدن، من بينها “أنسنة المدينة”، التي تهدف إلى جعل المدن أكثر ملاءمة للإنسان وتعزيز جودة الحياة، في هذا الإطار، التقينا بالأستاذ سامي المغامسي للحديث عن جهود أنسنة المدينة المنورة وأهم المشاريع التي أسهمت في تحقيق هذا الهدف، فإلى التفاصيل…

بداية، كيف يمكننا تعريف مفهوم “أنسنة المدينة” وما أهميته في التخطيط العمراني الحديث؟

بالتأكيد أنسنة المدينة هي تحويل الفضاءات الحضرية إلى أماكن أكثر ملاءمة للإنسان، حيث يتم التركيز على تعزيز جودة الحياة من خلال توفير مساحات خضراء، وممرات مشاة، وتحسين وسائل النقل العام، وضمان سهولة الوصول إلى المواقع التاريخية والخدمية. هذه الفلسفة تعكس توجهًا عالميًا في التخطيط العمراني لضمان راحة السكان والزوار وتعزيز التفاعل الاجتماعي.

كيف انعكس مفهوم أنسنة المدينة على مشاريع المدينة المنورة؟

االمدينة المنورة شهدت تحولًا ملحوظًا في هذا الإطار، فتم تطوير العديد من المشاريع التي تعزز من سهولة تنقل المشاة، مثل مشروع “رؤى المدينة” الذي خصص 63% من مساحته للمناطق المفتوحة والخضراء، إضافة إلى مشروع تطوير مسجد قباء الذي يهدف إلى تسهيل وصول المصلين إلى المسجد وتوسيع مساحته بشكل غير مسبوق. كما تم تحسين الطرق والمرافق العامة، لتوفير بيئة حضرية متكاملة تدعم راحة الزائر والمقيم.

هل ترى أن مشاريع أنسنة المدينة قد ساهمت في تحسين تجربة الزوار والحجاج؟

ابالتأكيد، فمشاريع أنسنة المدينة جعلت تجربة الزوار أكثر سهولة وسلاسة، على سبيل المثال، مشروع “جادة قباء” ربط المسجد النبوي بمسجد قباء بمسار آمن للمشاة، ما سمح للزوار بالاستمتاع بالتاريخ والثقافة خلال تنقلهم. كذلك، توفير ممرات خاصة للمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة أسهم في جعل المدينة أكثر شمولية للجميع.

 كيف يساعد مشروع “رؤى المدينة” في تحقيق أهداف رؤية 2030؟

ا“رؤى المدينة” هو مشروع استراتيجي يهدف إلى تعزيز مكانة المدينة المنورة كوجهة سياحية دينية عالمية، عبر توفير 47 ألف وحدة ضيافة جديدة بحلول 2030، إضافة إلى تطوير منظومة النقل والمرافق العامة. هذه الخطوات تدعم الاقتصاد المحلي وتخلق فرص عمل جديدة، مما ينسجم مع رؤية 2030 التي تركز على تنويع الاقتصاد السعودي وتعزيز السياحة.

ما هو تأثير مشروع تطوير مسجد قباء على الحياة الاجتماعية والثقافية في المدينة؟

امشروع تطوير مسجد قباء سيسهم في استيعاب عدد أكبر من المصلين، مما يعزز الدور الروحي والاجتماعي للمسجد. كما أن إحياء المواقع التاريخية المحيطة به سيضيف بعدًا ثقافيًا يعزز من وعي الزوار بتاريخ المدينة المنورة، إلى جانب ذلك، المشروع سيخلق فضاءات عامة جديدة تُستخدم للفعاليات الثقافية والتوعوية.

 كيف أثرت مشاريع البنية التحتية على سهولة التنقل داخل المدينة المنورة؟

اتم تنفيذ العديد من المشاريع التي حسنت بشكل كبير من كفاءة التنقل داخل المدينة، مثل تطوير محطة قطار الحرمين، وتحسين شبكة الطرق، وإنشاء مسارات مخصصة للمشاة والدراجات. كما أن توفير وسائل نقل صديقة للبيئة يسهم في تقليل الازدحام وتحسين جودة الهواء.

 كيف ترى دور المجتمع المحلي في دعم مشاريع أنسنة المدينة؟

االمجتمع المحلي يلعب دورًا حيويًا في نجاح هذه المشاريع، من خلال الالتزام باستخدام المرافق العامة بطريقة مسؤولة، والمشاركة في الفعاليات التوعوية، وتقديم الاقتراحات التطويرية. كما أن تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضمن المناطق المطورة يعزز من الاقتصاد المحلي ويجعل المدينة أكثر حيوية.

 ما هي التحديات التي تواجه مشاريع أنسنة المدينة، وكيف يمكن التغلب عليها؟

امن أبرز التحديات تحقيق التوازن بين التطوير الحديث والحفاظ على الطابع التاريخي للمدينة، بالإضافة إلى ضرورة تحسين ثقافة استخدام المرافق العامة، يمكن التغلب على هذه التحديات من خلال تكثيف حملات التوعية، وضمان استخدام المواد والتصاميم التي تحترم هوية المدينة، والتنسيق المستمر بين الجهات المعنية لضمان التنفيذ الفعّال للمشاريع.

من الواضح أن المدينة المنورة تشهد نقلة نوعية من خلال مشاريع أنسنة المدينة، مما يعزز من جاذبيتها كوجهة دينية وثقافية. هذه التحولات لا تنعكس فقط على البنية التحتية، بل تسهم أيضًا في تحسين جودة الحياة لسكان المدينة وزوارها، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في التخطيط الحضري الحديث.

في ختام شكرا جزيلا لك على كل معلومات القيمة

ونستنج من المقابلة حسب ما أكد سامي المغامسي أن مشاريع أنسنة المدينة المنورة، مثل “جادة قباء” و”رؤى المدينة”، ساهمت في تعزيز جودة الحياة، سهولة التنقل، وجعل المدينة أكثر راحة وشمولية، مما يدعم تحقيق مستهدفات رؤية 2030 ويعزز مكانتها العالمية.