المدينة المنورة – 25 أبريل 2025- طيف السحيمي

في السنوات الأخيرة، شهد المجتمع السعودي تحوّلًا جذريًا في استهلاكه للمعلومة، حيث لم يعد التلفاز والراديو هما المصدرين الأساسيين للأخبار، بل أصبحت المنصات الرقمية والإعلام الجديد هي الواجهة الأولى للمتلقي. هذا التحول أتى نتيجة للتطور التقني الهائل، وزيادة الاعتماد على الهواتف الذكية، وانتشار تطبيقات التواصل الاجتماعي.

أصبح بإمكان أي شخص أن يكون مصدرًا للأخبار، وهذا ما يجعل الوعي الرقمي ضرورة ملحة في زمن كثرت فيه الإشاعات والمعلومات المغلوطة. دور الإعلام لم يعد مقتصرًا على نقل المعلومة، بل تطور ليشمل التحقق منها، وتقديمها بسياق واضح، وفهم احتياجات المتلقي وتوقعاته.

وفي هذا السياق، ظهرت مبادرات طلابية ومؤسسية تسعى لتطوير أدوات التحقق، ونشر ثقافة التثبت من الخبر، وتقديم محتوى إعلامي يُبنى على المصداقية والشفافية. المجتمع السعودي اليوم أكثر وعيًا، وأكثر تفاعلًا، لكنه في المقابل يحتاج إلى دعم مؤسساتي وتعليمي يعزز مهارات التفكير النقدي والتقييم الإعلامي.

الإعلام الجديد ليس مجرد نقلة تقنية، بل هو مسؤولية اجتماعية، تتطلب من كل فرد أن يكون حريصًا على ما يقرأ ويشارك، لأن كل “نقرة” قد تسهم في ترسيخ وعي، أو في انتشار وهم