الكاتبة : شهد الحازمي
كثيرًا ما توقفت أمام خبر قرأته، وطرحت على نفسي سؤالًا: هل هذا صحيح؟
الغريب أن أغلبنا يدرك تمامًا أن الشائعات منتشرة، وأن ليس كل ما يُقال يمكن تصديقه… ولكن مع ذلك، نُسارع في تصديقها ونشرها.
بالنسبة لي، لم تعد الشائعات مجرد أخبار كاذبة، بل أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية. تبدأ أحيانًا برسالة بسيطة في مجموعة، أو تغريدة تحظى بتفاعل كبير. نقرأها، نشعر بالصدمة، ثم نرسلها فورًا دون أن نسأل: من قال ذلك؟ متى حدث؟ وما هو المصدر؟
ما يثير قلقي أكثر هو أن الشائعة لا تضر بالشخص المعني بها فقط، بل قد تؤثر على الأسرة، المجتمع، أو حتى على قرارات الدولة. لقد رأيت بنفسي كيف أن خبرًا كاذبًا يمكن أن يسبب حالة من الذعر، وكيف أن تصحيح ذلك الخبر – حتى من جهة رسمية – لا يلقى نفس القدر من الانتشار. الحقيقة دائمًا أبطأ من الكذبة.
المشكلة ليست فقط في “من نشر الخبر”، بل فينا نحن أيضًا. في استعجالنا، وفي رغبتنا في أن نكون أول من يعرف وأول من ينشر. كأننا نريد إثبات أننا “مواكبين للأحداث”، حتى لو كان ذلك على حساب الدقة.
بالنسبة لي، أصبح من الضروري أن أتوقف لحظة. عندما يصلني خبر، حتى وإن كان من شخص أثق به، أسأل نفسي: هل هذا منطقي؟ هل أكدت الجهات الرسمية شيئًا مشابهًا؟ وما هو الهدف من نشر هذا الخبر؟ أصبحت أفضل أن أختار “عدم المشاركة” بدل أن أكون سببًا في تضليل الآخرين.
لن تتوقف الشائعات، ولكن بإمكاننا التخفيف منها. عندما ننتبه، ونتحقق، ونكسر دائرة “النقل الأعمى”، نكون قد ساهمنا في شيء بسيط… لكنه مهم. لأن كل شائعة لا تنتشر إلا عندما تمر من خلالنا، ونحن من نقرر: هل نوقفها أم نسمح لها بالاستمرار