الكاتبة : منال السحيمي

التيك توك بين الانتشار والتأثير السلبي

يعتبر تيك توك أحدث صيحات السوشل ميديا, وأحد أكثر الوسائل المؤثرة ف حياة ابنائنا, وهي واحدة من أكثرمنصات التواصل الإجتماعي شعبية بي الأطفال و المراهقين , وبالرغم من انتشارها الواسع وحب الجميع لها, إلا أن اضرارها فاقت نفعها وتأثيراتها السلبية طغت على حياتنا.

وجميعنا نعلم أن السوشل ميديا سلاح ذو حدين, تأثيرها مرهون بطريقة استخدامها, ولكنها قاعدة لا يمكن أن تنطبق على الأطفال والمراهقين لعدم تمييزهم الكامل لمِا هو ف صالحهم من غيره, ولعل أكثر التأثيرات الضارة للتكنولوجيا يعود بالمقام الأول على الأطفال; وذلك لأنهم يقضون معظم أوقاتهم أمام شاشات الأجهزة وتصفح التيك توك حتى وصل البعض منهم إلى مرحلة الإدمان.

قصص من الواقع: ابنائنا وضحايا التيك توك

عبرت والدة الطفلة (ريناد) من خلال تجربة مرت بها ابنتها البالغة من العمر ٦ سنوات قائلة: ابنتي تقضي معظم وقتها على التيك توك, مما أدى إلى ظهور بعض التصرفات الغير لائقة منها نتيجة للمحتوى الهابط الذي يظهر لها دون وعي منها .

كما عبرت والدة حسن البالغ من العمر ١٦ عام: وقالت ابني ف يقوم بنشر مقاطع له عبر تطبيق تيك توك ويتعرض للتنمر نتيجة لذلك, مما أدى إلى فقد ثقته بنفسه ومروره بحالة نفسية سيئة استدعت تدخل مرشد نفسي .

مفاهيم خاطئة حول استخدام التكنولوجيا

أوضحت مرشدة الطفولة ف جمعية طفولة أمنة ندى جان أن الكثير من المربين اليوم يعتقدون بأن التيك توك والتكنولوجيا عامتاً تساعد على توسيع مدارك الابناء وتزيد من ثقافتهم وتجعلهم مواكبي لعصر المعلومات, دون إدراك لما قد يتعرضون له من مخاطر فادحة لا يمُكن تفاديها, وأشارت أنه قد انتشرت مؤخراً الكثير من القضايا لأطفال ومراهقي وقعوا ضحية لهذا التطبيق , من محاولة انتحار نتيجة تتبع تعليمات التحديات, والتعرض لإعلانات غيرأخلاقية تستهدف الأطفال والمراهقي ومحاولات التحرش والاستغلال لهم من قِبل مجرمي الإنترنت وضعافا لأنفس, وانصياعهم خلف المشاهير المزيفي الذين لا محتوى ولا قيمة لهم, وتعرضهم للضغوط النفسية والاجتماعية, بالإضافة إلى تعرضهم للتنمر, وذلك نتيجة للفهم الخاطئ للتكنولوجيا من قِبل الاباء والأمهات.

وأكدت جان بأن المفهوم الحقيقي لاستخدام التطبيقات عامتاً للابناء, بتعليمهم إتقان مهارات الحاسب, و برمجة الروبوتات والاستعانة بالتقنية ف ممارسة الهوايات كالرسم والتصميم, وتطوير المهارات, مؤكدة على ضرورة حرص الاباء والأمهات بالاستثمار الصحيح لهذه التكنولوجيا لدى أطفالهم

العزلة الاجتماعية والمخاطر النفسية

كما أوضحت, الاستاذة ندى الطياش مرشدة اجتماعية ف مدارس علو الأهلية, أن مخاطر التيك توك على الابناء اجتماعياً لايمكن حصرها, ولكن أبرزها وأكثرها انتشاراً,

• العزلة والتوحد والانطواء على العالم الافتراضي بدل من قضاء الوقت مع العائلة .

• الإصابة بمشاكل صحية كضعف النظر و الذاكرة والسمنة نتيجة الجلوس الطويل وقلة الحركة

• الانفتاح غير المحدود من دون رقابة, على محتويات غير لائقة مما يؤدي إلى النمو الجنسي بشكل غير مناسب للنمو الطبيعي.

• اكتساب العنف نتيجة لمشاهدة التحديات المخيفة.

• زيادة الضغوطات الاجتماعيّة والنفسية بسبب مقارنة حياتهم بالآخرين عبر التيك توك .

وأكدت الطياش أن هذه المخاطر نتيجة لإهمال الوالدين, وتركهم لأبنائهم دون رقابة وحدود.

انعدام الخصوصية وخطر كشف الاسرار العائلية

أكد خبير أمن المعلومات عبدالله فرات, أن محتوى تيك توك غير خاضع للرقابة مما يجعل الأطفال والمراهقين عرضة لجميع أنواع الفديوهات دون رقيب.

وأشار فرات أن تيك توك عند الأطفال والمراهقين يعني انعدام خصوصية المنازل والحياة الأسرية, فالكثير منهم يقومون بالتصوير دون علم أهاليهم ونشر خصوصياتك وخصوصية منزلك لأنه كما يقوم الابناء, بالتصوير أمام منازلهم , ونشرلوحات سيارات الأخرين ومنازلهم لذلك على الاباء والأمهات الحذر من الهاتف الذي بيد ابنائهم والبرامج منعدمة الخصوصية كتيك توك .

أساليب وقائية لحماية الابناء

وأوضحت اخصائية التدخل المبكر سهى جنادي, في مركز رؤى الطفولة, أنه يمكن التقليل من مخاطر التيك توك عبر عدة أساليب أهمها :

• عدم إعطاء الابناء دون العاشرة اي جهاز ذكي

• تحديد أوقات محددة لاستخدام التكنولوجيا

• استخدام برامج الإشراف العائلي لمراقبة الأجهزة والمحتوى .

• التواصل الدائم مع الابناء لضمان اطلاعهم على المخاطر وإبلاغهم عند تعرضهم للتحرش أو التنمر .

• فتح حسابات التيك توك الخاص بالأبن على جهاز أحد الوالدين لحماية أكثر.

وختمت بالقول إن ترك الابناء دون رقابة أمام التكنولوجيا هو إجرام بحقهم وهدر لمواهبهم وصحتهم ووقتهم،فهل تستحق بضع ساعات من راحة الأبوين ان يقع أطفالنا فريسة لمن يريد استغلالهم وإفسادهم ؟