الكاتبه : نوره الصاعدي
في السنوات الأخيرة، أصبح التعليم عن بُعد جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية، خاصة بعد جائحة كورونا التي فرضت على المؤسسات الأكاديمية تبنّي هذا الأسلوب بشكل واسع. وبينما يرى البعض أنه خطوة نحو المستقبل، يعتبره آخرون تحديًا يواجه الطلاب والمعلمين على حد سواء. في هذا التحقيق، نسلط الضوء على تأثير التعليم عن بُعد في العالم العربي، والتحديات التي تواجهه، ورأي الخبراء حول مستقبله.
التعليم عن بُعد: حل أم مشكلة؟
مع إغلاق المدارس والجامعات خلال الجائحة، اضطر الملايين من الطلاب إلى الاعتماد على المنصات الرقمية لمتابعة دراستهم. ومع ذلك، تفاوتت جودة التجربة التعليمية بين الدول العربية بسبب اختلاف البنية التحتية الرقمية والقدرة على توفير الأجهزة المناسبة للطلاب.
وفقًا لدراسة أجراها “الاتحاد العربي لتكنولوجيا التعليم”، فإن 65% من الطلاب في الدول العربية واجهوا صعوبات في متابعة الدروس عبر الإنترنت، بينما أفاد 40% من المعلمين بأنهم لم يحصلوا على التدريب الكافي لاستخدام المنصات الرقمية بشكل فعال.
التحديات التي تواجه التعليم عن بُعدرغم المزايا التي يوفرها التعليم الإلكتروني، إلا أنه يواجه العديد من العقبات، أبرزها:
ضعف البنية التحتية الرقمية: لا تزال بعض المناطق العربية تفتقر إلى إنترنت سريع ومستقر، ما يجعل التعليم عبر الإنترنت صعبًا للطلاب في الأرياف والمناطق النائية.
الفجوة الرقمية: لا يمتلك جميع الطلاب أجهزة حاسوب أو هواتف ذكية لمتابعة دروسهم، مما يخلق فجوة بين الفئات الغنية والفقيرة.
نقص التفاعل المباشر: التعليم عن بُعد يحد من التفاعل المباشر بين الطلاب والمعلمين، مما يؤثر على جودة الفهم والاستيعاب.
ضعف التأهيل التقني للمعلمين: كثير من المعلمين لم يتلقوا التدريب الكافي لاستخدام أدوات التعليم الرقمية بفعالية.
رأي الخبراء: هل التعليم عن بُعد هو المستقبل؟
يرى الخبير التربوي الدكتور أحمد العتيبي أن “التعليم عن بُعد أصبح ضرورة، لكنه يحتاج إلى تطوير مستمر لضمان جودته. يجب على الحكومات الاستثمار في البنية التحتية وتوفير الأجهزة اللازمة للطلاب، بالإضافة إلى تدريب المعلمين على تقنيات التعليم الحديثة”.
من جهة أخرى، تقول الدكتورة ريم الزهراني، أستاذة علم النفس التربوي، إن “التعليم الإلكتروني لا يمكن أن يحل بالكامل محل التعليم التقليدي، لكنه قد يكون مكملًا له، خاصة في مجالات التعليم الجامعي والتدريب المهني”.
لا شك أن التعليم عن بُعد فتح آفاقًا جديدة للتعلم، لكنه لا يزال يواجه تحديات تحتاج إلى حلول جذرية. ومع التقدم التكنولوجي المستمر، قد يصبح التعليم الإلكتروني أكثر تطورًا وشمولية، مما يجعله خيارًا مستدامًا للمستقبل. لكن السؤال يبقى: هل يمكن أن يحل التعليم عن بُعد مكان الفصول الدراسية التقليدية يومًا ما؟