بقلم: نوره الصاعدي

في زمنٍ تتسابق فيه الوسائل الإعلامية نحو العناوين الأكثر جذبًا، والمحتوى الأسرع وصولًا، تبقى المسؤولية الأخلاقية للإعلام هي الرهان الأكبر.
فقد تحوّل الإعلام من مجرد وسيلة لنقل المعلومة، إلى قوة مؤثرة قادرة على تشكيل الرأي العام، وتوجيه تفكير المجتمعات، بل وفي بعض الأحيان، تغيير مجرى الأحداث.

ما نعيشه اليوم من تضخّم في حجم الأخبار، وتنوّع مصادرها، يفرض علينا أن نعيد النظر في دور الإعلام، وأن نُعيد تعريفه لا بوصفه مجرد ناقل للحدث، بل كـ مرآة للواقع ورافعة للوعي.

من وجهة نظري، الإعلامي الحقيقي ليس من يسبق الجميع بنقل الخبر، بل من يتعامل مع كل معلومة بمسؤولية، ومن يملك حسًّا نقديًا يحترم عقل المتلقي، ويُقدّر أثر الكلمة.

إن المصداقية، في زمن السرعة، لم تعد مجرد “قيمة” جميلة، بل أصبحت ضرورة ملحّة.
فالكلمة قد تهدم ثقة، أو تبني وعي، وقد تُطفئ فتنة، أو تشعلها.
ولذلك، فإن الإعلام الواعي هو القادر على صناعة الفرق بين الفوضى والوعي، وبين الإثارة والحقيقة.